الثلاثاء، 5 مارس 2013

قصة انهيار جمعية!


قصة انهيار جمعية!

  • قاسم حسين
  • قاسم حسين ... كاتب بحريني
  • Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

وزّعت «جمعية الصف الإسلامي» بعد ظهر أمس، بياناً على الصحف المحلية لتبيان موقفها الجيوسياسي، بعد أن ساد الهرج والمرج، وأصبحت الجمعية علكةً في أفواه الجماهير.
البيان وقعته مجموعة من ثلاثة أعضاء مؤسسين، أعلنت استياءها من أعمال الأمين العام للجمعية «الذي يرمي بظهر الحائط جميع القرارات والقواعد المتفق عليها بين أعضاء مجلس الإدارة، واستحواذه بالقرار الأحادي»!
في البيان الثلاثي، أعلن أحدهم (وهو رئيس لجنة المتابعة والعلاقات العامة)، أن الجمعية سياسية رسمية وتتمتع بالشخصية الاعتبارية. والأهم في هذا التصريح اعترافه بأن الجمعية منذ تأسيسها بقرار وزاري في (1 يوليو/ تموز 2007)، لم يكن لها الكثير من الفعاليات (وهو تعبير خجول عن عدم وجود أية فعاليات). وهو يؤكد أن الجمعية كانت «في سكوت وصمت كامل منذ انتخابات 2010»، ولم تكن هناك اجتماعات لمجلس الإدارة، ولم يعقد مؤتمرها العام لفترة طويلة».
هذا الاعتراف، يطرح سؤالاً كبيراً على وزيرة التنمية الاجتماعية عن الوضع القانوني والسوسيولوجي للجمعية. كما يطرح سؤالاً أكبر على وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف عن وضع الجمعية السياسي والدبلوماسي والجيوبوليتيكي، ولماذا تم اختيارها للمشاركة في طاولة حوار التوافق الوطني.
رئيس لجنة المتابعة بنفسه أبدى استغرابه واغتباطه في الوقت ذاته، من وقوع الاختيار على جمعيته التي اعتبرها «محظوظة بأن تكون ممثلة في جمعيات ائتلاف الجمعيات السياسية مما أوجد لها مقعداً في الحوار الوطني»! وهذا الاختيار المفاجئ وغير المتوقع، أوقع الجمعية «في موقفٍ لا تحسد عليه، حيث إن الجمعية قائمة لفترة طويلة على رئيسها وأمين الصندوق فقط ولا يُوجد لها أي نشاطات أو اجتماعات مجلس إدارة أو مؤتمر عام، بل أنه لم يتم اختيارها في الحوار الوطني (السابق)»، حسب تعبيره وليس تعبير الكاتب!
مع كل هذه الاعترافات، يعرض رئيس اللجنة -جزاه الله خيراً- استعداده «لإنجاح مناقشات الحوار الوطني، سواء على مستوى التمثيل في حضور الجلسات أو على المستوى الإعلامي»، من أجل «تكملة الحوار الوطني بمحوره السياسي»!
ويعترف عضو مؤسس آخر (وهو رئيس اللجنة الثقافية) بأن الجمعية كوّنت «استراتيجية كاملة ووزّعت المسئوليات على أعضاء الجمعية للعمل على إنجاح الحوار والمساهمة في وضع مرئيات تصب في مصلحة البحرين ومستقبل الأجيال القادمة»، إلا أن المؤسف حقاً، أنها «لم تجد التجاوب من أمينها العام، لاستحواذه بقراراته الأحادية»!
المشكلة العويصة أن الأعضاء المؤسسين لهذه الجمعية المتجمدة، بادروا إلى الدعوة لاجتماع استثنائي بموجب المادة 2 من البند 3 للنظام الأساسي للنظر في قانونية تمثيل الجمعية في ائتلاف الجمعيات السياسية وقانونية تمثيل الأمين العام في الحوار، الذي «قد يوقع من الأذى لائتلاف الجمعيات السياسية أو ما يسمى ائتلاف الفاتح» حسب تعبيره، فضلاً عن تأثيره المباشر على مسار الحوار وما يمكن أن يخرج به من مرئيات سياسية ودبلوماسية.
ويرى المراقبون الدوليون أنه بعد صدور هذا البيان، فإن جمعية الصف ستنقسم إلى ثلاثة صفوف أو تكتلات أو أحزاب، الأول حزب الأمين العام، والثاني حزب مشعل الذي أصدر بياناً قبل يومين يتهم فيه الجمعية بالعنصرية لاشتراطها أن يكون ممثلها في الحوار بحرينياً أصيلاً وليس مجنّساً، وحزب البيان الثلاثي.
وهو ما سينعكس على مستوى تمثيلها الدبلوماسي بجلسات الحوار وما يمكن أن تتمخض عنه من مرئيات.
قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3832 - الثلثاء 05 مارس 2013م الموافق 22 ربيع الثاني 1434هـ

كشكول صور