الأحد، 29 يناير 2012

الملتقى الوطني البحريني أشعلوا شمعة في الظلام

الملتقى الوطني البحريني أشعلوا شمعة في الظلام

شهد نادي العروبة صباح أمس، الثامن والعشرين من يناير 2012، انطلاق «الملتقى الوطني البحريني» بحضور 150 شخصية من اتجاهات فكرية وسياسية مختلفة، تداعت لإطلاق مبادرةٍ من أجل البحرين.
ليس سراً على أحدٍ أن البحرين تسير كالقاطرةِ المسرعةِ بلا فرامل نحو منحدرٍ سحيق. لمست هذا الهاجس مسيطراً على أجواء الملتقى، وفي كلمات ومداخلات الكثيرين.
الدعوة تضمنت تعريفاً بهوية اللقاء الوطني، باعتباره مجموعة من الشخصيات الساعية لإخراج البلد من الأزمة السياسية التي يعيشها المجتمع البحريني، والسعي للوصول إلى توافق وطني يضم جميع المكونات السياسية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية، مما يرونه مصلحة وطنية عليا.
الملتقى تم التحضير له بهدوء منذ أكثر من عشرة أسابيع، وكانت نواة الملتقى (المؤسسون) تعقد اجتماعين أسبوعياً. وتلمس حذرهم في التعاطي مبكراً مع الإعلام لئلا تدخل بعض التيارات المتطرفة على الخط كالعادة، فتمارس عبثها وتخريبها لكل دعوةٍ صادقةٍ للحوار الحقيقي أو المصالحة والإصلاح.
على رأس قائمة الموقّعين، علي محمد فخرو، وهو وزير سابق تولى عدة حقائب وزارية منذ مطلع الاستقلال، وتولّى قيادة الجامعة الوطنية لفترة، وعمل سفيراً لفترة أخرى. وعلاوةً على ما يحظى به من سمعةٍ طيبةٍ واسعةٍ في الداخل البحريني، فإنه شخصيةٌ قوميةٌ معروفةٌ على المستوى العربي.
على المنصة لحظة الافتتاح، جلس على يمينه جميل العلوي (وكيل وزارة الكهرباء والماء والأشغال سابقاً)، وجاسم مراد (شخصية وطنية ونائب في برلمان 73)، ومريم الرويعي (من شخصيات العمل النسائي). وجلست إلى يساره الصحافية عصمت الموسوي، ويعقوب سيادي (رجل أعمال). وهذه الأسماء الستة انتخب إلى جانبها أسماء أخرى لتمثل «لجنة متابعة وتنسيق» مكوّنة من 24 شخصاً.
في كلمة فخرو الافتتاحية، أكّد بوضوح تام: «لسنا بحزبٍ ولا جمعيةٍ سياسيةٍ ولا حتى تكتلٍ سياسي، وإنّما نحن مواطنون نحضر بصفتنا الشخصية البحتة ولا نمثل أية جهةٍ قد ننتمي إليها، وقد دفعنا إلى هذا الاجتماع خوفنا على هذا الوطن الذي يعيش محنة الانقسام بكل أنواعه، ومشاعر التعصب الأعمى غير المنضبط بدين سمح أو أخلاق إنسانية رفيعة، والمماحكات السياسية التي يؤججها أعداء البحرين وتغذّيها جهات انتهازية أو نفعية أو جاهلة».
ربما نصف الحضور فوق الخمسين، وقليلٌ منهم فوق العشرين بقليل، وتتوزع البقية بين هذين العمرين. بعضهم ينتمي لجمعياتٍ أو تياراتٍ سياسيةٍ أو منظمات مجتمع مدني، وبعضهم مستقل، حملتهم على المشاركة نواياهم الطيبة ورغبتهم في إشعال شمعةٍ في هذه العتمة والظلام، أو إخماد حريقٍ تلوح نذره في الأفق القريب.
المجموعة التي عملت لإطلاق هذه المبادرة، وبعد أسابيع من المداولات، خلصت إلى اعتماد مبادرة سمو ولي العهد بنقاطها السبع، كمنطلقٍ أو قاعدةٍ متفقٍ على أغلب بنودها، لدى أكثر الأطراف السياسية. وفي المداولات طرحت عدة اقتراحات بتبني «وثيقة المنامة» التي قدّمتها الجمعيات السياسية المعارضة كوثيقة رديفة، إلى جانب توصيات «لجنة بسيوني». ومثل هذه المزاوجة يمكن أن تخرج بمبادرة أكثر توازناً وشمولاً، وخصوصاً أن هناك أطرافاً أخرى موجودةً على الساحة، لكنها لم تقدّم أية رؤيةٍ سياسيةٍ أو مبادرةٍ للحل، واكتفت بمعارضة أية مبادرةٍ أو دعوةٍ لإصلاح حقيقي أو حوار جاد.
نادي العروبة الذي شهد انطلاق المؤتمر الدستوري لتصحيح المسار مطلع 2004، عاد مطلع 2012 ليشهد إطلاق مبادرةٍ لتجنيب الوطن من مستنقعٍ دامٍ وحريقٍ كبير


قاسم حسين

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3431 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق