بان كي مون: الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية
تجدد القصف على الحدود السورية التركية... وإرجاء البدء بإعدام الرهائن الإيرانيين

ارتفاع الدخان إثر قذيفة مورتر أطلقت من سورية في الأراضي التركية
دمشق - أ ف ب
تحول التوتر القائم على الحدود بين سورية وتركيا إلى تبادل شبه يومي للقصف المدفعي مع موجة جديدة من القصف والقصف المضاد، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى التحذير من خطورة الوضع على الحدود بين البلدين.
وسجل أمس الإثنين (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) تصاعداً كبيراً في حدة المعارك والقصف في مدينة حمص وريفها حول مدينة القصير، في ما يبدو أنه محاولة من قوات النظام للسيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها.
وبلغت حصيلة الضحايا أمس في مجمل الآراضي السورية 132 قتيلاً بينهم 48 مديناً و31 مقاتلاً أو منشقاً و53 عسكرياً نظامياً، غالبيتهم في محافظتي درعا وحلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وحذر بان كي مون من الوضع «البالغ الخطورة» على الحدود السورية التركية وذلك في افتتاح أول «منتدى عالمي للديمقراطية» في ستراسبورغ.
وقال بان كي مون أمام مجلس أوروبا «إن الوضع في سورية تفاقم بشكل مأسوي. إنه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سورية وكل المنطقة».
وأضاف أن «تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الأزمة على لبنان أمران بالغي الخطورة» وقال «مع اقتراب فصل الشتاء نحن بحاجة إلى أن يلبي المانحون بمزيد من السخاء احتياجات السكان في داخل سورية واللاجئين الذين يزيد عددهم عن 300 ألف لاجئ في الدول المجاورة».
وبعد أن عبر «عن قلقه الشديد إزاء التدفق المستمر للأسلحة إلى الحكومة السورية وكذلك إلى قوات المعارضة» دعا الأمين العام للأمم المتحدة كل الأطراف، وسط تصفيق حار من الحاضرين، إلى «وقف استخدام العنف والتوجه نحو حل سياسي. إنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة».
وأضاف «أطلب بشكل عاجل من الدول التي تقدم أسلحة أن تتوقف عن ذلك. إن عسكرة النزاع لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع».
وردت دمشق على كلام وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو المتعلق بتسلم نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سورية، فاعتبرت أن هذا الكلام يعكس «تخبطاً وارتباكاً» سياسياً ودبلوماسياً.
وأضاف أن «تركيا ليست السلطة العثمانية والخارجية التركية لا تسمي ولاتها في دمشق ومكة والقاهرة والقدس».
من جانب آخر، أرجأ مقاتلون سوريون معارضون البدء بإعدام رهائن إيرانيين يحتجزونهم منذ أغسطس/آب الماضي، بحسب ما أبلغ متحدث باسم الجيش السوري الحر وكالة «فرانس برس».
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، أحمد الخطيب: «جرى التواصل مع السلطات التركية كجزء من مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوري الحر والنظام الإيراني».
وأضاف الخطيب الذي لا علاقة مباشرة له بعملية الخطف لكنه على صلة بعدد من المجموعات المقاتلة «في حال لم يطلق النظام السوري في الساعات المقبلة الفتيات الثلاث والعائلتين من الغوطة الشرقية (بريف دمشق) اللواتي يحتجزهن، قد تبدأ المجموعة التي تحتجز الإيرانيين بتنفيذ تهديدها».
ميدانياً تواصل التبادل المدفعي بين سورية وتركيا. وأعلن مسئول تركي لـ «فرانس برس» أن الجيش التركي رد (الإثنين) مجدداً بقصف مواقع عسكرية سورية بعد سقوط قذيفة أطلقت من الجانب السوري في الأراضي التركية.
وأضاف هذا المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن القذيفة سقطت في الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) في منطقة ألتينوزو بإقليم هاتاي (جنوب شرق تركيا). وقال إن «الجيش التركي رد فوراً بعد كل قذيفة سورية ... وبطارياتنا المضادة للطائرات تقصف المواقع السورية».
وفي الداخل السوري، تشهد منطقة حمص تطورات ميدانية حيث تشن القوات النظامية السورية حملة واسعة للسيطرة على مناطق المعارضة في وسط مدينة حمص ومدينة القصير القريبة منها، وأكد مسئول أمني سوري أن الهدف هو السيطرة على هذه المناطق بحلول نهاية الأسبوع.
وقال مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس» إن «الجيش (النظامي) هو في خضم محاولة تطهير الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حمص».
وقال المرصد «نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات عشوائية في بلدتي الكرك الشرقي وصيدا» في درعا.
وفي دمشق، تنفذ القوات النظامية «حملة هدم وتجريف للمنازل» في حي القابون جنوب المدينة وبرزة في شمالها، ترافقها «حالة نزوح كبيرة للسكان من المنطقة»، بحسب المرصد.
وأفاد المرصد أمس عن تجدد «القصف المدفعي العنيف من قبل القوات النظامية على مدينة الزبداني».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3685 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق