الأحد، 17 فبراير 2013

ثلاثة أيام عجاف


ثلاثة أيام عجاف

  • عقيل ميرزا
  • عقيل ميرزا ... سكرتير التحرير
  • aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

المشهد في البحرين خلال الأيام الثلاثة العجاف الماضية لا يحتاج إلى توضيح لنرى كيف أن وطننا ينزف بغزارة من كل جوارحه.
مشاهد تشييع الضحايا، إغلاق منافذ عشرات المناطق مرة بحواجز المتظاهرين ومرة بالمركبات الأمنية المتنوعة، سُحب الدخان المتلبدة في سماء البحرين مرة بالغازات المسيلة للدموع ومرة بدخان الإطارات، الشوارع العامة والرئيسية مرة تراها خالية كئيبة، ومرة تراها مغلقة بإحكام تماماً كما نرى كيف أن كل منافذ الحل مغلقة هي الأخرى.
يوم أمس (السبت) حتى أصل من المنامة إلى مبنى الصحيفة في منطقة ابوصيبع / الشاخورة احتجت لأكثر من 3 ساعات متواصلة لأقطع مسافة لا تحتاج لأكثر من 10 دقائق؛ فأهم الطرق السريعة مغلقة بحواجز أمنية، ما دعا الناس إلى الانقضاض على الشوارع الفرعية والداخلية في وسط الأحياء التي كانت طرقها تشبه ساحات الحرب فانسدت تلك الطرق الضيقة هي الأخرى لعدم قدرتها على استيعاب هذا الازدحام الكبير، حتى أنني اضطررت لكتابة هذا المقال وأنا محشور بين طوابير السيارات غير المتناهية.
يوم أمس كان الطريق طويلا على الجميع يشبه في طوله وعتمته الطريق إلى نهاية النفق الذي تسير بداخله بلادنا الحبيبة، ولا تعرف موعد الخروج منه بحل تنتصر به كل البحرين.
الجميع بداخل سياراتهم كانت أصابعهم على هواتفهم الذكية وعقولهم قبل أعينهم تغوص في أعماق شاشات هواتفهم، بلا شك كان الواحد منهم يراقب الوضع بعينه اليمنى على «تويتر» وبعينه اليسرى على «الانستغرام» كلهم يبحثون عن خبر يثلج الصدر ولكن كل الأخبار والتغريدات والصور كانت وقتها تلهب الصدر فوجوه الجميع كانت مكفهرة تحكي الوضع بلسان عربي فصيح.
لا يجب أن ينزف الوطن أكثر مما نزف طوال عامين قاحلين، فكل قطرة ينبضها قلب البحرين تزننا جميعاً، من أجل ذلك نحتاج إلى فتح منافذ الحل الذي يأخذ بالبلاد إلى مرتع تأوي إليه من وجع يؤرق الجميع.
عقيل ميرزا
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3816 - الأحد 17 فبراير 2013م الموافق 06 ربيع الثاني 1434هـ

اطبع الصفحة حفظ الصفحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق