جهاد الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي ضد حكم الطاغوت في العراق
القصيدة الميمية التي استشرفت مخططات حزب الطاغوت وكشفت زيفه
| |||
احتلت القضية العراقية، ومناهضة الحكام المستبدين الذين تعاقبوا على حكم بلد المقدسات، موقعاً متميزاً في المسيرة الجهادية لآل الشيرازي، لا سيما المفكر الإسلامي الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي – قدس سره الشريف – الذي لم يفتر قط في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي الذي انهكه حكم الاستبداد، والذود عن حرمة الأماكن المقدسة وتخليصها من دنس الحكام المارقين، مع طرح البديل الذي يتطلع إليه ذلك الشعب المؤمن، والمتمثل في حكم الإسلام الأصيل والقائم على الشورى والتعددية واحترام الرأي الآخر والأخوة الإسلامية والأمة والواحدة.. ورفض كل فكر مستورد يريد أن يسلخ الأمة من هويتها، وينأى بها عن تراثها الغني بالقيم والفضائل الإنسانية السامية. الأمر الذي يمكن لمسه بيسر في خطب سماحته – قدس سره – وأشعاره التي كان وقعها وقع الصواعق على الحكومات الطاغوتية. وقد كلفه ذلك الكثير من المعاناة والآلام أقلها الاعتقال، والهجرة تالياً إلى لبنان، ليواصل هناك مسيرته الجهادية والعلمية التي أمتدت آثارها إلى مختلف الأقطار والنواحي في أوربا وآسيا وأفريقيا، حتى اغتالته أيدي العملاء الصداميين في العاصمة اللبنانية بيروت.
* استولى عبد السلام عارف على الحكم.. وقفز أحمد حسن البكر إلى مركز رئاسة الوزراء – بأمر من...! – وبدء في تنفيذ المخططات الشيطانية التي عُين من أجلها.
وهنا.. أعلن آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي الحرب على هذه الزمرة، وجعل يفضحهم وهم حكام وبيدهم القوة.
وفي طليعة ما قام به (رحمه الله) ضدهم هي كلمته وقصيدته التي كشفت أوراقهم وأزاحت الستار عن عمالتهم وخيانتهم.
فلقد أقام أهالي كربلاء، المهرجان السنوي العظيم في ذكرى ميلاد سيد الأوصياء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نفس الحسينية، وبنفس العظمة والفخامة والزينة، وطلبت لجنة الاحتفال من الشهيد المعظم أن يشترك في المهرجان، لإلقاء كلمته وقصيدته في الجماهير المتلهفة إليه، المتشوقة إلى سماع حديثه.. فلبّى (رحمه الله) طلبهم، وألقى كلمة أثارت ثائرة العفالقة وخططوا لاغتياله أو سجنه، إلا أنه هاجر إلى لبنان – في هجرته الأولى عام 1964م – حيث استقر هناك لفترة، وأسس (دار الصادق) لطبع ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية.
والآن.. إليكم كلمته وقصيدته الرائعتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام على ضيوفنا الكرام ورحمة الله وبركاته.
سلام الله على الحفل الكريم وتحياته وبركاته.
يحتفل المسلمون اليوم، وتحتفل معهم العبقريات البشرية والضمائر الحرة بمولد انتظرته الأجيال، واشرأبت إليه الإنسانية المعذبة، بكل تطلعاتها وآمالها ليخرجها من الظلمات إلى النور، ألا وهو بطل الإسلام الخالد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فلقد ولد الإمام واستقبله الرسول الكريم، وأشرف على صياغته، حتى طبع فيه نفسه فكان وزيره الذي كان يسمع ما يسمعه الرسول، وتوسعت ثقافته حتى قال: (والله إني أعلم بطرق السماوات من طرق الأرض) وأضاف قائلاً: (لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) وكذلك اختاره النبي الأكرم تاج رأسه. ورأس ماله الذي تحدث عنه قائلاً: (علي مني بمنزلة رأسي من بدني).
ولقد تشبع الإمام من الإسلام والقرآن، حتى لم تكن تنبض مشاعره إلا بالحق والقرآن، ولذلك صحت فيه أقوال الرسول العظيم صلى الله عليه وآله (علي مع القرآن والقرآن مع علي)، (علي مع الحق والحق مع علي)، (علي باب حِطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً) (علي مني بمنزلة هارون بن موسى ألا أنه لا نبي بعدي) (علي يزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا) (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب) ثم خاطبه الرسول قائلاً:
(يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
ولقد أكبر عمر بن الخطاب هذه الحقيقة حينما قال: (كنا ننظر إلى علي في أيام رسول الله كما ننظر إلى النجم) ولقد كان علي أحد ركني الإسلام في كلام الرسول حيث قال: (لولا سيف علي ومال خديجة لما قام للإسلام عمود).
وأصبح علي كل الإسلام عندما أصبح عدوّه كل الشرك في (يوم الخندق) عندما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (برز الإيمان كله إلى الشرك كله) ثم كانت (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) ولولا تلك الضربة المدوية لم يكن اليوم على وجه الأرض إنسان واحد مسلماً.
وحتى لو سكت القرآن والرسول عن فضل علي عليه السلام لنطقت صفاته وآثاره، بكل ما يعلو ويزيد، أوليس هو الذي كتم أعداؤه فضائله بغضاً وكتم انصاره فضائله خوفاً ثم ملأت ما بين المشرق والمغرب، حتى لو أنكره الناس جميعاً، لهتفت بعظمته الأرض والسماء وقدّسه موضع كل فتكة سيف، ونبضة فكر؟ أو ليس هو الذي هتف له جبرئيل بين السماء والأرض: (لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)؟
وهكذا.. لا يكون لي إلا أن أقف أمام عظمته المعجزة، كشاعر يعتصر قلبه صوراً وألواناً، تكريماً لتلك البطولة الواسعة، التي لا يحيط بها البيان، ولا يستوعبها الفكر، مردداً:-
والسلام عليكم...
بقي السيد الشهيد حسن الشيرازي – قدس سره الشريف - في لبنان حتى أزيح العفالقة عن الحكم في العراق واستبد عبد السلام عارف بالحكم. وتكبر وتفرعن، وراح يجدد النزعات الجاهلية التي قضى عليها الإسلام، فزرع بذور الطائفية والعنصرية، ودعا إلى استعادة مجد بني أمية (!) الذين لعنهم الله تعالى في القرآن بقوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) ولعنهم رسول الله (ص)...
وعندئذ عاد الإمام الشهيد إلى العراق، ليعيد الكَرّة على عبد السلام عارف وجاهليته.
(1) يخاطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، متضمنا لقوله تعالى: (يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر، وجئنا ببضاعة مزجاة، فأوف لنا الكيل، وتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين).
| |||
الأحد، 17 فبراير 2013
جهاد الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي ضد حكم الطاغوت في العراق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق