الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

3الأهرام العربي تواصل حملة الاكتفاء الذاتي من القمح


3الأهرام العربي تواصل حملة الاكتفاء الذاتي من القمح

بداية الأمل تتحقق خلال‏6‏ أشهر

السبت 9 / 4 / 2011

محمد عيسي‏-‏ أحمد إسماعيل


في الأسبوع الماضي بدأنا الحملة‏..‏ حملة الاكتفاء الذاتي من القمح‏,‏ بالحوار مع صاحبة المشروع الأعظم للتنمية الشاملة بالصحراء المصرية في تاريخ مصر الحديث‏,‏ مع د‏.‏ زينب الديب‏,‏ عالمة الأجناس المصرية الجليلة‏,‏ التي قدمت المشروع‏,‏ ونفذته ولما نجح‏,‏ تم اغتيال المشروع الذي يعني حرية مصر وحرية شعبها‏,‏ كما حاولوا ويحاولون حتي هذه اللحظة اغتيال د‏.‏ زينب الديب نفسها‏.‏
في هذا العدد نواصل مع العالمة الجليلة كيفية إعادة بعث المشروع وإحيائه من جديد‏,‏ وبداية تحقيق الحلم علي أرض الواقع‏,‏ بالتحضير لزراعة مليوني فدان في سيناء‏,‏ وجنوب الوادي والصعيد والوادي الجديد خلال‏6‏ أشهر يمكن أن تغير حياتنا‏,‏ تغييرا جوهريا يحقق الأمان الغذائي الذي يوازي الأمن القومي بكل ما يعنيه الأمن القومي من معان‏.‏
إننا لسنا أمام حلم أو وهم‏,‏ إننا باختصار أمام حقيقة‏,‏ ح قيقة مؤجلة‏,‏ وإذا كان الفاسدون قد حاولوا قتل الحقيقة فيما مضي‏,‏ فعلي ثوار مصر بل علي مصر كلها أن تحول الحقيقة المؤجلة‏,‏ إلي حقيقة واقعة‏,‏ بسنابل خضراء تمتد علي روح مصر كلها‏,‏ لتبعث مصر الحديثة‏..‏ الجديدة‏..‏ مصر القوية‏..‏ مصر الثورة‏..‏ من جديد‏.‏
‏:‏التاريخ‏:19/12/1987‏
المكان‏:‏ جامعة السوربون بباريس
في قسم علوم الحضارة المصرية القديمة‏,‏ الذي يحج إليه الباحثون من جميع من أنحاء العالم للبحث في علوم الحضارة المصرية القديمة‏,‏ وبعد عشر سنوات من البحث المتواصل ناقشت جامعة السوربون أهم بحث علمي في هذا الصدد لنيل درجة دكتوراة الدولة لأول مصرية متخصصة في هذا المجال‏-‏ مجال علوم الإنثربولوجيا المرئية والتطبيقية‏,‏ وعلم الأجناس علي وجه التحديد‏-‏ وهي الدكتورة‏'‏ زينب الديب‏'‏ ولأن البحث كان مصورا بالكامل سينمائيا فقد أطلقت عليه جامعة السوربون‏'‏ وصف مصر الإثنولوجي في القرن العشرين‏'‏ وأثناء المناقشة‏-‏ التي استمرت‏12‏ ساعة لأول مرة في تاريخ الجامعات الفرنسية‏-‏ طل فلاحو مصر المعاصرون علي علماء الجامعة العريقة ليأكدوا لهم أنهم هم بعينهم فلاحو مصر القديمة‏..‏
لقد أرادت الدكتورة زينب الديب أن تعيد للتجربة المصرية مفاتيح الحكمة المصرية عبر العصور وأن يكون دليلها علي طريق الحكمة هو الفلاح المصري أكبر من آمن وأعظم من عرف أن البيت مقدس وأن الماء مقدس وأن رغيف العيش مقدس‏,‏ ومع هذه العناصر المقدسة للحياة المصرية كانت فلسفة المشروع لعودة الروح للتجربة المصرية‏.‏
فقد قدم هذا المشروع القومي نموذجا إرشاديا متكاملا للعمران يستنبض فيه قوة الإنبات الكامنة للتجربة الحضارية المصرية منذ عصورها الأولي حتي آخر ما وصل إليه العلماء بمصر والعالم‏..‏ وهو المشروع الإنمائي الارشادي للتنمية الشاملة والاكتفاء الذاتي من القمح والذي كانت تديره د‏.‏ زينب الديب والذي توقف عام‏1997,‏ وكان المشروع يهدف إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بحلول عام‏2000,‏ حسب التصريحات الموثقة بالصوت و الصورة للدكتور عبدالسلام جمعة‏(‏ الملقب بأبي القمح‏)‏ وتوزيع تقاوي مجانية للقمح علي الفلاحين والتي تصل إنتاجيتها إلي حوالي‏35‏ إردبا للفدان‏,‏ وبناء وحدات سكنية راقية للشباب بجانب الأراضي الزراعية من منتجات البيئة المحيطة لا تتعدي تكلفة الوحدة‏8‏ آلاف جنيه في حال بناء مجمع سكني كامل من هذه الوحدات‏.‏
وقد كشفنا في العدد السابق بالمستندات عن أسباب توقف المشروع بعد قرار خصخصته‏,‏ وتحويل الأراضي للمستثمرين لزراعتها نباتات وزيوت عطرية‏..‏ وفي هذا العدد نقدم لكم كيفية تنفيذ مشروع الحلم‏....‏
حيث أكدت العالمة المصرية الدكتورة زينب الديب أستاذة علم الأنثربولوجي العائدة من فرنسا اعتزامها استكمال‏'‏المشروع القومي الإنمائي لتطوير البيئة الإنسانية بصحراء مصر‏',‏ وهو ما يعني تقديم النموذج الأمثل لإقامة القري الزراعية والحرفية بالصحراء المصرية القائمة علي التواصل والتميز العلمي والفني والحضاري للتجربة المصرية عبر العصور مع الاستفادة المثلي من الموارد الطبيعية المصرية وتنمية الموارد البشرية‏.‏
مشيرة إلي أنها تستطيع خلال‏6‏ شهور‏,‏ وضع البنية الأساسية لبناء مجتمعات عمرانية متكاملة‏.‏
ومن هنا كان لابد من إعادة النظر في المشاريع القومية السابقة والتي قدمت نموذجا نمطيا متجاهلا السمات الجوهرية للبيئة والطبيعة والثقافة الإنسانية‏.‏
وتشترط الدكتورة زينب لضمان نجاح المشروع وتنفيذ المرحلة الثالثة وفق البرنامج الموضوع لن يتحقق إلا بالاهتمام الشعبي ومشاركة شباب الثورة وفلاحو مصر‏,‏ حيث ولأول مرة تعود السيادة لصاحب السيادة الحقيقية في مصر وهو الفلاح المصري زارع الأرض‏.‏
البرنامج
وتضيف الدكتورة زينب قائلة‏:‏ إن البرنامج المقترح والمأمول يستهدف المساهمة الفعالة والأمينة للتنفيذ العملي للمرحلة الثالثة للمشروع القومي المستقبلي للتنمية الإنسانية والبيئية والذي سيسمي بمشروع التحرير لثورة‏25‏ يناير‏..‏ وهو كالأتي‏:‏
‏-‏إقامة القري والمجتمعات الزراعية والحرفية والصناعية الجديدة من خلال المنهجية المطبقة للبحوث الأنثروبولوجية في التنمية الإنسانية والحفاظ علي الأصول والتنوع البيولوجي والتميز الثقافي والحضاري للإنسان والنبات والأنواع الحية علي أساس أن مصير كل منهم يرتبط إرتباطا عضويا بمصير الأخر‏.‏
وفي هذا الصدد يمكن الإستفادة من النماذج الإرشادية وقاعدة المعلومات البحثية والتطبيقية المقامة علي هذا المنهج والمطبقة ببعض المحافظات المستهدفة لإقامة هذه القري وذلك بتعظيم الجدوي الاقتصادية والحضارية للموارد الطبيعية والموارد البشرية‏.‏
والمستهدف لهذا البرنامج المقترح خلال العام الأول‏2011-2012,‏ كمرحلة أولي يكون كالآتي‏:‏
‏1-‏ تشييد عدد عشرين قرية ما بين زراعية وحرفية وصناعية حديثة علي طول الوادي وبالصحراء الشرقية والغربية وصحراء البحر الأحمر‏.‏
ويتم بناء هذه القري علي أساس التميز في الموقع والموارد الطبيعية والموارد البشرية وذلك في إطار الوحدة الشاملة للتمييز العام لكل أفراد المجتمع المصري كأمة واحدة لا تتجزأ ويشهد علي ذلك تاريخها الممتد والمتواصل منذ ما قبل التاريخ‏.‏
وفي هذا الإطار يتم تشييد بعض القري بالنوبة وجنوب الوادي يمتزج فيها ويتوحد أهالي الصعيد مع أهالي الجنوب كوحدة مجتمعية مندمجة تتواصل تجربتها التنموية الحديثة بأصولها العريقة وتراثها المميز في العمارة والزراعة والحرف منذ العصور الأولي وتتواصل أيضا مع بقية أبناء الوادي المصري كوحدة متكاملة في الأصول والتراث الحضاري تجمع دوما بين الجنوب والشمال‏.‏
وينطبق هذا أيضا علي منهجية التعمير بسيناء وذلك بإقامة بعض القري يندمج فيها ويتحاور فلاحي الوادي من المحافظات المجاورة مع البدو المستقرين لإقامة مجتمع زراعي حرفي تنموي متميز ومتواصل أيضا بسكان الوادي‏,‏ وكأننا بصدد عودة تاريخية لطريق حورس التنموي الموغل في القدم والذي تم تشيده ما بين القنطرة شرق وشمال العريش‏.‏
‏-‏وبناء علي مؤشرات التجربة السابقة للمشروع القومي القائم علي هذا المنهج نستطيع زراعة وتنمية‏100‏ ألف فدان لاستيعاب وتشغيل‏50‏ ألف نسمة أغلبهم من الشباب‏,‏ مع الاستخدام الأمثل للزراعة الحيوية و الإثنولوجية والتي تحافظ علي الأصول والبيئة والتنوع البيولجي بعودة برنامج التربية والإكثار للأقماح المصرية الآمنة والتي يمكن لها أن تعيد الأمل في الاكتفاء من محاصيل الحبوب وعلي رأسها محصول القمح‏,‏ وهذا إلي جانب المنتجات الزراعية الأخري كالخضر والفاكهة المميزة والتي كانت لها شهرة عالمية سابقا مثلها مثل القطن المصري‏-‏ وذلك لعودة التصدير والاكتفاء من هذه المحاصيل الهامه والمؤثرة علي اقتصاد الدولة المصرية‏-‏ وتمشيا مع التجربة العالمية والتي تعود اليوم وتطالب علي جميع مستويات المحافل العالمية بعودة الأصول والتوازن البيئي‏..‏ وتطالب بعمل بنك جيني بكل منطقة مميزة من العالم‏,‏ ولعل التجربة الحضارية المصرية علي مر العصور لهي جديرة في هذا الصدد بعمل بنك جيني للحفاظ علي التركيب الوراثي والبصمة المصرية والتنوع البيولوجي للزراعة والأنواع الحية‏.‏
وفي هذا الإطار يتم إقامة أيضا المراكز الحرفية والصناعية لكل الصناعات الحرفية المصرية المميزة بكل محافظة في محاولة جادة للنهوض بها‏,‏ وعلي وجه الخصوص الحرف والصناعات التراثية والتي يمكن تحديثها من أجل البناء المتوائم مع البيئة مستخدما معظم المواد الطبيعية المتوفرة بكل موقع‏..‏ ويتم أيضا إقامة الورش المتخصصة لخلق كوادر فنية جديدة يكون باستطاعتها المشاركة في إيجاد طابع مميز للعمران المصري وتخفيض التكلفة في البناء وذلك للمشاركة الأمينة والحضارية في حل قضية الإسكان وخاصة بمحافظات الدلتا والصعيد وجنوب الوادي‏,‏ وبالتوسع الطبيعي بالظهير الصحراوي المتاخم لهذه المحافظات وذلك من أجل عودة بناء الأسرة المصرية والمساهمة في حل حقيقي لمشكلة البطالة‏.‏
‏2-‏ التناول الموضوعي والإنساني والتطبيقي لظاهرة العشوائيات‏.‏
وفي سبيل وضع حل جذري لهذه القضية وخاصة بالمدن الكبري يتم التناول لهذه المشكلة من خلال البحث والتوثيق لما آلت إليه مظاهرها غير الحضارية وظواهرها المشجعة علي الجريمة والإرهاب‏..‏إلي جانب عمل الإحصائيات اللازمة لمعرفة عدد النازحين من القري والمحافظات إلي المدن الكبري في محاولة جادة لعودتهم مرة أخري إلي التوسعات العمرانية التي ستقوم من خلال هذا البرنامج التنموي لقراهم والمحافظات الأصلية لهم وذلك بتوفير ظروف معيشية وفرص عمل وتعليم وتدريب بهذه المجتمعات الجديدة والمأمول إقامتها بالظهير الصحراوي‏,‏ في محاولة جادة لوقف التعدي الجائر علي الوادي القديم وعلي وجه الخصوص الحيز الواقع علي حرم مجري النهر‏.‏
‏3-‏الحفاظ علي حوض النيل ومجري النهر كأهم محمية طبيعية‏:‏
إعداد تشريع قانوني رادع للحماية المستدامة لمجري النهر والجزء المتبقي من الوادي القديم والذي لا توازيه كنوز الأرض وما عليها‏.‏
الاستغلال الحضاري والبيئي لأكثر من‏500‏ جزيرة بحوض النهر كمحميات بيئية متميزة يمكن لها أن تساهم في السياحة البيئية و الإثنولوجية‏,‏ وقد أبدت هيئة اليونسكو استعدادها الكبير للمساهمة الفعالة وإلقاء الضوء والدعم العالمي لهذا المشروع الحضاري المهم بناء علي الوصف المورفولوجي والإثنولوجي لحوض النيل في حيزه المصري والذي تناوله وصف مصر الأنثروبولوجي المرئي بالقرن العشرين‏.‏
‏4-‏ تقديم تجربة المرحلة الثالثة لهذا المشروع التنموي خلال العام الأول كتجربة رائدة وإستراتيجية متكاملة يمكن تعميمها في دول حوض النيل بالقارة الإفريقية‏:‏
وفي هذا الصدد يمكن إقامة المشاريع التنموية مع الحفاظ علي الأصول والتراث الحضاري والبيئي لدول حوض نهر النيل مع الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية وعلي رأسها الموارد المائية‏,‏ خصوصا السيول المهدرة‏,‏ والتي يمكن استغلال إمكاناتها الكبري من أجل الحفاظ علي موارد النيل المائية واستقرار توزيعها حفاظا في المرتبة الأولي علي حصة مصر‏.‏
‏5-‏تقديم المنهج والخطة الإرشادية نحو الاستخدام الأمثل للموارد المائية المصرية والحفاظ عليها بيئيا وتعظيم جدواها الاقتصادية‏:‏
وفي هذا الإطار يمكن الاستفادة من البحوث والخرائط والدراسات المعملية‏,‏ والتي قامت في هذا الصدد من خلال المشروع القومي لهذا المنهج وذلك للاستغلال الأمثل للخزان الجوفي‏,‏ والقاعي للحجر النوبي بكل من الصحراء الغربية والصحراء الشرقية وصحراء البحر الأحمر‏,‏ إلي جانب تعظيم دراسة الجدوي للمتر المكعب من المياه‏,‏ وترشيدها باستخدام آخر ما وصلت إليه آليات الري الحديثة‏.‏
هذا إلي جانب عمل خريطة شاملة للسيول بكل من سيناء والساحل الشمالي وأيضا صحراء البحر الأحمر في محاولة جادة للاستخدام الأمثل لهذه السيول‏,‏ وبالعودة للتاريخ سوف نقف علي أهمية الجدوي الاقتصادية لهذه السيول في برنامج التنمية‏,‏ وذلك إذا نظرنا إلي ما قامت به الإمبراطورية الرومانية من قبل باستثمار تخزين هذه السيول في زراعة الواحات والصحراء المصرية والتي كانت سلة غلال للقمح للعالم بأثره‏.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق