الجمعة، 2 أغسطس 2013

هل يبقى الثاني من أغسطس .. سلعة متداولة للحاضر؟

هل يبقى الثاني من أغسطس .. سلعة متداولة للحاضر؟

أصبح الثاني من أغسطس ـ آب 1990 تأريخا فاصلا بين مرحلتين ما زلنا نئن تحت وطأته وتداعياته رغم المحاولات الجادة لطي صفحة الماضي والتطلع إلى المستقبل وبناء الثقة بين العراق والكويت.
فدفع العراق فاتورة غزوه للكويت، فتحول بفعل مرحلة ما بعد الثاني من أغسطس ـ آب بلدًا محاصرًا معزولًا عن العالم لا يقوى على مواجهة قرارات مجلس الأمن التي فرضت الحصار عليه.
فقد اعترف العراق بالكويت وترسيم الحدود معها وأقر بمبدأ التعويضات وفرض عليه حصارا دام أكثر من عقد وصولا إلى احتلاله عام 2003.
وما بين الثاني من أغسطس ـ آب 1990 والتاسع من أبريل ـ نيسان 2003 فاصلة زمنية شهدت ارتدادات ذلك اليوم الذي تحمل العراق وحده نتائجه الكارثية، خصوصا الحصار الذي حصد أرواح نحو مليون عراقي على مدى سنواته العجاف، فضلا عن تدمير بنيته التحتية بكل مفاصلها خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 مع اعترافنا بما أصاب الكويت في ذلك اليوم.
ورغم ما أصاب العراق بعد احتلاله من تدمير وانهيار الدولة ومؤسساتها ومفاصلها، والفوضى والعنف الطائفي الذي حصد هو الآخر أرواح مئات الآلاف من أبنائه نقول: هل يكفي ما جرى للعراق؟ وهل سيبقى يدفع الثمن من دون مراعاة لتنفيذه جميع القرارات التي ترتبت على غزوه للكويت لا سيما غلق ملف المفقودين الكويتيين والتعويضات التي دفع منها نحو 40 مليار دولار من أصل المبلغ الكلي المترتب عليه الذي يربو على الخمسين مليار دولار؟ نقول: هل يكفي ذلك لطمأنة إخوتنا بالكويت حتى يخرج العراق من تداعيات الثاني من أغسطس ـ آب؟
إن الموقف المسؤول لمعالجة تركة الثاني من أغسطس ـ آب يتطلب الإقلاع عن سياسة الانشغال بالماضي وتكريسه سلعة متداولة للحاضر لاستذكار آلام ومآسي ذلك اليوم؛ لأنه سيبقى الجرح مفتوحا ويفشل أي محاولة جادة لبناء الثقة بين الشعبين الشقيقين، وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تستند إلى المصالح المشتركة وعرى الأخوة والمصير المشترك.
ومن دون مراعاة اشتراطات مغادرة الماضي فستبقى أجواء وارتدادات الثاني من أغسطس ـ آب تخيم على مسار العلاقة بين القطرين الشقيقين، وتعرقل أي محاولة مخلصة لتضميد الجراح، والخروج من دائرة القلق والخوف والتردد.
إن ما يحيط بالبلدين من مخاطر وتحديات يستدعي منهما خطوات إضافية تعيد الدفء إلى علاقتهما لترسيخ أجواء الثقة بين الشعبين الشقيقين وطي صفحة الماضي بكل مراراتها. 

أحمد صبري كاتب عراقي 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق