أسئلة المفاوضات!!؟
مفاوضات واشنطن تبدأ بين ممثلين عن السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال برعاية الإدارة الأميركية. بعد فشل سلسة المفاوضات التي امتدت حوالي لستة عشر عاما، ها هي المفاوضات تعود. عادت دون أن يوقف المحتلون الاستيطان. عادت دون أن تكون المرجعية للمفاوضات معروفة ومحددة. فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أجاب بالنفي عن سؤال يقول: هل حصلت على توكيد خطي من كيري على أن تكون المفاوضات حول حدود الرابع من يونيو 67؟ جل ما حدث أن المحتلين أمروا بإطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين بالتدريج؛ على دفعات. هؤلاء الأسرى هم الذين قضوا تسعة عشر عاما في السجون الصهيونية زورا وبهتانا لأن إطلاق سراحهم كان يجب أن يتم في العام 1994 أو حتى عشية إبرام اتفاقية أوسلو في سبتمبر من عام 1993.
شوارع المدن الفلسطينية في الضفة تمتلئ بالغضب على الذهاب مجددا للمفاوضات التي لا أحد يعلم تفاصيلها ومرجعياتها. هل يبحث الطرفان (الحل النهائي)؟ هذا ما تشير إليه التحركات والتصريحات المتسربة والمعلنة في تل أبيب بدليل إصدار قانون الذهاب إلى الاستفتاء في الكيان الصهيوني حال الاتفاق على حل (تتنازل فيه إسرائيل عن أجزاء من مدينة القدس الشرقية). ماذا سيبحث المتفاوضون في واشنطن؟ هل تبقى المفاوضات سرية إلى أن نفاجأ كلنا باتفاقية تماما كما حدث في أوسلو أم أن المفاوضات ستطول وتدخل دائرة العلنية مع الأيام والأسابيع؟ الحقيقة أن السلطة الفلسطينية ذهبت إلى المفاوضات من طرف واحد فلسطيني؛ لأن الشعب ومعظم الفصائل الفلسطينية يرفضان العودة إلى المفاوضات في ظل هذه الظروف.
السلطة تذهب والانقسام الفلسطيني على أشده بين رام الله وغزة. والسلطة تذهب إلى واشنطن لتفاوض وسط رفض عارم لما هي مقدمة عليه. والأسئلة أكثر من أن تحصى: على ماذا ستتم المفاوضات؟ على حدود 67؟ على حدود يفرضها العدو الصهيوني برعاية راعيته الولايات المتحدة الأميركية؟ ماذا عن القدس الموحدة الفلسطينية؟ ماذا عن المستوطنات الصهيونية؟ ماذا عن حق العودة؟ ماذا عن المياه وغير المياه؟ ماذا عن الأسرى؟ ماذا عن حدود الدولة الفلسطينية؟ ماذا عن شكل الدولة؟ وهل ستكون منزوعة السلاح أم لا؟ ماذا عن العلاقة بين الضفة والقطاع في ظل الواقع الراهن الانقسامي؟ وإذا حدث وجرى الاتفاق بين الاحتلال وبين السلطة، فهل سيخضع الاتفاق لاستفتاء شعبي؟ ومن من الفلسطينيين يمكن أن يدلي بصوته؟ هل تقتصر عملية الاستفتاء على أهلنا في الضفة الغربية؟ ماذا عن الفلسطينيين في الشتات وهم الغالبية الساحقة من الفلسطينيين؟ وماذا عن أهلنا في غزة المحاصرة؟ هذه أسئلة هي غيض من فيض من الأسئلة الحيرى في هذه الأيام. وإذا كنا نطرحها اليوم فلأننا نؤمن أن العودة إلى الطريق المجرب خاطئة دائما. لقد جربنا المفاوضات ستة عشر عاما تقريبا فماذا حدث؟ سلب الاحتلال أكثر من 87% من أراضينا في الضفة الغربية وفقدنا وحدتنا الوطنية، وأصبحنا في أضعف الحالات. وها نحن نعود إلى الطاولة كأننا مرغمون لتقديم التنازلات (كي يقال غدا إننا كنا نتحلى بالشجاعة).
هل الذهاب إلى واشنطن اليوم يمكن أن يفضي إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية؟ هل سنحقق شيئا من حقوقنا الثابتة في وطننا؟ أسئلة برسم السلطة العائدة إلى تجريب المجرب.
نواف أبو الهيجاء كاتب فلسطيني
مفاوضات واشنطن تبدأ بين ممثلين عن السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال برعاية الإدارة الأميركية. بعد فشل سلسة المفاوضات التي امتدت حوالي لستة عشر عاما، ها هي المفاوضات تعود. عادت دون أن يوقف المحتلون الاستيطان. عادت دون أن تكون المرجعية للمفاوضات معروفة ومحددة. فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أجاب بالنفي عن سؤال يقول: هل حصلت على توكيد خطي من كيري على أن تكون المفاوضات حول حدود الرابع من يونيو 67؟ جل ما حدث أن المحتلين أمروا بإطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين بالتدريج؛ على دفعات. هؤلاء الأسرى هم الذين قضوا تسعة عشر عاما في السجون الصهيونية زورا وبهتانا لأن إطلاق سراحهم كان يجب أن يتم في العام 1994 أو حتى عشية إبرام اتفاقية أوسلو في سبتمبر من عام 1993.
شوارع المدن الفلسطينية في الضفة تمتلئ بالغضب على الذهاب مجددا للمفاوضات التي لا أحد يعلم تفاصيلها ومرجعياتها. هل يبحث الطرفان (الحل النهائي)؟ هذا ما تشير إليه التحركات والتصريحات المتسربة والمعلنة في تل أبيب بدليل إصدار قانون الذهاب إلى الاستفتاء في الكيان الصهيوني حال الاتفاق على حل (تتنازل فيه إسرائيل عن أجزاء من مدينة القدس الشرقية). ماذا سيبحث المتفاوضون في واشنطن؟ هل تبقى المفاوضات سرية إلى أن نفاجأ كلنا باتفاقية تماما كما حدث في أوسلو أم أن المفاوضات ستطول وتدخل دائرة العلنية مع الأيام والأسابيع؟ الحقيقة أن السلطة الفلسطينية ذهبت إلى المفاوضات من طرف واحد فلسطيني؛ لأن الشعب ومعظم الفصائل الفلسطينية يرفضان العودة إلى المفاوضات في ظل هذه الظروف.
السلطة تذهب والانقسام الفلسطيني على أشده بين رام الله وغزة. والسلطة تذهب إلى واشنطن لتفاوض وسط رفض عارم لما هي مقدمة عليه. والأسئلة أكثر من أن تحصى: على ماذا ستتم المفاوضات؟ على حدود 67؟ على حدود يفرضها العدو الصهيوني برعاية راعيته الولايات المتحدة الأميركية؟ ماذا عن القدس الموحدة الفلسطينية؟ ماذا عن المستوطنات الصهيونية؟ ماذا عن حق العودة؟ ماذا عن المياه وغير المياه؟ ماذا عن الأسرى؟ ماذا عن حدود الدولة الفلسطينية؟ ماذا عن شكل الدولة؟ وهل ستكون منزوعة السلاح أم لا؟ ماذا عن العلاقة بين الضفة والقطاع في ظل الواقع الراهن الانقسامي؟ وإذا حدث وجرى الاتفاق بين الاحتلال وبين السلطة، فهل سيخضع الاتفاق لاستفتاء شعبي؟ ومن من الفلسطينيين يمكن أن يدلي بصوته؟ هل تقتصر عملية الاستفتاء على أهلنا في الضفة الغربية؟ ماذا عن الفلسطينيين في الشتات وهم الغالبية الساحقة من الفلسطينيين؟ وماذا عن أهلنا في غزة المحاصرة؟ هذه أسئلة هي غيض من فيض من الأسئلة الحيرى في هذه الأيام. وإذا كنا نطرحها اليوم فلأننا نؤمن أن العودة إلى الطريق المجرب خاطئة دائما. لقد جربنا المفاوضات ستة عشر عاما تقريبا فماذا حدث؟ سلب الاحتلال أكثر من 87% من أراضينا في الضفة الغربية وفقدنا وحدتنا الوطنية، وأصبحنا في أضعف الحالات. وها نحن نعود إلى الطاولة كأننا مرغمون لتقديم التنازلات (كي يقال غدا إننا كنا نتحلى بالشجاعة).
هل الذهاب إلى واشنطن اليوم يمكن أن يفضي إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية؟ هل سنحقق شيئا من حقوقنا الثابتة في وطننا؟ أسئلة برسم السلطة العائدة إلى تجريب المجرب.
نواف أبو الهيجاء كاتب فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق