مجلس الأمن يعقد اجتماعاً طارئاً... وموسكو تعتبر الاتهامات «عملاً استفزازياً»
المعارضة تتهم النظام بارتكاب «مجزرة» باستخدام «الكيماوي» ودمشق تنفي

جثث لأطفال سوريين قتلوا بأسلحة كيماوية كما يقول نشطاء - REUTERS
بيروت - أ ف ب
اتهمت المعارضة السورية النظام بارتكاب مجزرة أمس الأربعاء (21 أغسطس/ آب 2013) في ريف دمشق راح ضحيتها أكثر من 1300 قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيماوي، الأمر الذي نفته دمشق بقوة، في وقت دعت دول غربية وعربية محققي الأمم المتحدة الموجودين في سورية إلى التوجه إلى مكان المجزرة للتحقق من الوقائع.
ويعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئاً في الساعة 19:00 من الأربعاء، بناء على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمناقشة هذا الموضوع، في حين اعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عن «صدمته» إزاء المعلومات حول استخدام محتمل للسلاح الكيماوي في سوري.
واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه «تم توثيق استشهاد 136 مواطناً بينهم نساء وأطفال ومقاتلين من الكتائب المقاتلة الذين استشهدوا نتيجة القصف العنيف من قبل القوات النظامية لمناطق في معضمية الشام بالغوطة الغربية ومدن وبلدات الغوطة الشرقية».
واستشف بعض المحللين العسكريين وجود إشارات إلى وقوع هجوم باسلحة محظورة، مؤكدين في الوقت نفسه ان لا امكان للجزم بذلك من دون تحقيق واخذ عينات على الارض.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول ان «اكثر من 1300» شخص قتلوا في «هجوم كيماوي» قامت به قوات النظام في مدن وبلدات عدة من ريف دمشق.
ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم سلاحاً كيماوياً، معتبراً أن التقارير بشأن هذا الموضوع تندرج في إطار «الحملة الإعلامية القذرة» ضد سورية وتهدف إلى التغطية على «هزائم» المجموعات المسلحة.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي إن «اتفاق التعاون الذي تم بين سورية واللجنة الدولية للتحقيق في استخدام أسلحة الدمار الشامل فى بعض المناطق السورية لم يرضِ الإرهابيين والدول التي تقف خلفهم ليخرجوا علينا بادعاء كاذب جديد بأن القوات المسلحة في سورية استخدمت غازات سامة في ريف دمشق».
وأكدت الخارجية أن «الإدعاءات كاذبة وعارية تماماً من الصحة جملة وتفصيلاً» وأن «سوريا أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تستخدم أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل - إن وجدت - ضد شعبها».
واعتبرت أن هدف «الادعاءات» محاولة «صرف لجنة التحقيق الدولية عن إنجاز مهمتها ومحاولة للتشويش على ما سيصدر عنها».
من جهته، أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو ديل بوي أن رئيس فريق المفتشين إكي سيلستروم «يتشاور» مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دامٍ استخدم فيه سلاح كيماوي في سورية.
وطالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والسويد وجامعة الدول العربية والمعارضة السورية بتوجه لجنة التحقيق إلى مكان وقوع المجزرة.
وفي الامم المتحدة دعت واشنطن وباريس ولندن إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث التطورات الأخيرة في سورية تقرر عقده في أمس .
وطالب البيت الأبيض بالسماح بـ «الدخول الفوري» لفريق خبراء الأمم المتحدة الموجودين في سورية للتحقيق في هذه الاتهامات.
وإذ أكد «السعي إلى الحصول على معلومات إضافية»، شدد مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست على أن «الولايات المتحدة تدين بقوة أي استخدام للسلاح الكيماوي».
ومن المتوقع ان ترسل باريس ولندن رسالة مشتركة للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون لدعم هذا الطلب. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طالب بتوجه هؤلاء المفتشين إلى المكان بسرعة. واعتبر وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ ان المعلومات حول استخدام الكيماوي في سوريا يجب ان «توقظ» داعمي الرئيس السوري.
في المقابل شككت موسكو بالمعلومات التي تتهم النظام باستخدام السلاح الكيماوي واعتبرت هذه الاتهامات «عملاً استفزازيا مخططا له مسبقا».
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن مصادر في المعارضة السورية سبق أن «أكدت خلال الأيام الأخيرة الماضية أن النظام يستخدم أسلحة كيماوية وهي اتهامات لم يتم التحقق منها» مضيفة أن وسائل إعلام إقليمية «منحازة» أطلقت حملة «إعلامية هجومية» في هذا الإطار.
واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون النظام السوري بأنه استخدم مجدداً أسلحة كيماوية في هجوم في ريف دمشق.
واستنكرت الكويت ما قالت إنه استخدام للسلاح الكيماوي ضد المدنيين السوريين من قبل النظام، ودعت مجلس الأمن الى تحمل مسئوليته إزاء هذه «الجريمة».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد عن «قصف جوي وصاروخي لا سابق له» مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق.
وأشار إلى اشتباكات ومحاولة من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام جنوب غرب العاصمة.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن قوات النظام قامت بقصف مناطق من الغوطة الشرقية والغوطة الغربية بالأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى نقل «مئات الحالات إلى المشافي الميدانية» و»تأثر الكادر الطبي المسعف بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية».
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «استخدام وحشي للغازات السامة»، وعن «اختناق الأطفال في أسرتهم».
وبث ناشطون أشرطة فيديو عدة على موقع «يوتيوب» الإلكتروني ظهر فيها أطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة أكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما أطفال آخرون يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على أجسادهم، ويعمل مسعفون أو أطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
بالإضافة إلى عدد كبير من الأشرطة التي تتكدس فيها الجثث.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4002 - الخميس 22 أغسطس 2013م الموافق 15 شوال 1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق