الأحد، 20 نوفمبر 2011

كثر من 100 مصاب في اشتباكات بين الشرطة المصرية ونشطاء بميدان التحرير


كثر من 100 مصاب في اشتباكات بين الشرطة المصرية ونشطاء بميدان التحرير

image
القاهرة - الوكالات: 

قالت وزارة الداخلية وشهود عيان إن أكثر من 100 ناشط ومجند أصيبوا في اشتباكات بين الشرطة ومئات من النشطاء في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس السبت.
وسيطرت الشرطة على الميدان بعد ساعات من اشتباكات كر وفر، وانقسم النشطاء إلى مجموعات وقفت في الشوارع والميادين القريبة وتعرضت لهجمات متواصلة بقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن مجموعات النشطاء تردد هتافات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد ورئيسه المشير محمد حسين طنطاوي.
وقال الطبيب محمد الهلالي، الذي قدم إسعافات أولية لمصابين في الميدان قبل سيطرة الشرطة عليه، إن نحو 100 ناشط أصيبوا في الاشتباكات التي تلت محاولة من قبل الشرطة لفض اعتصام بدأه نحو 2000 من النشطاء الليلة قبل الماضية في الميدان.
وأبلغ رويترز أنه قدم مساعدة لمصابين بطلقات خرطوش وطلقات مطاطية بالإضافة إلى المصابين باختناقات وحجارة. وقال ضابط شرطة في الموقع إن خمسة من أفراد الشرطة على الأقل أصيبوا بجروح بعد أن رشقهم نشطاء بالحجارة.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن سبعة من رجال الشرطة أصيبوا أثناء محاولة فض الاعتصام في الصباح، وإن الشرطة ألقت القبض على خمسة نشطاء.
وقالت الناشطة ندا القصاص في اتصال هاتفي إن الناشط السياسي والحقوقي مالك مصطفى نقل إلى المستشفى للعلاج من طلقة خرطوش في الوجه وربما فقد إحدى عينيه. وقال شاهد عيان إنه رأى أحد النشطاء مصابا في الوجه بطلقة خرطوش وإن طبيبة بالإضافة إلى الهلالي وصلت إلى الميدان قبل سيطرة الشرطة عليه في محاولة لمساعدة النشطاء. وأضاف أن راكبي دراجات نارية ينقلون مصابين من الميدان إلى سيارات إسعاف تقف على أطرافه. وتابع أن «كثافة هجمات الشرطة» على النشطاء بالغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش وإصابة عدد كبير منهم بجروح - ربما - دفعت نشطاء إلى إشعال النار في سيارة نقل جنود تابعة للشرطة كانوا قد استولوا عليها في الميدان خلال إحدى هجمات الكر من قبل النشطاء. وأظهرت لقطات في التلفزيون المصري النار مشتعلة في شاحنة كبيرة في الميدان بعد سيطرة الشرطة عليه. كما أظهرت اللقطات حرائق أخرى صغيرة.
وبعد ساعات من محاولة الشرطة فض الاعتصام مستخدمة العصي والهراوات رشقها مئات النشطاء بالحجارة في الميدان وشوارع مؤدية إليه، وردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع. وكان النشطاء قد حاولوا التقدم إلى مبنى وزارة الداخلية القريب لمهاجمته بعد محاولة فض اعتصامهم، لكن تشكيلات من قوات الأمن المركزي تقدمت إلى الميدان على أكثر من محور.
وقال شاهد إن النشطاء ألقوا الحجارة بكثافة على القوات مما اضطرها إلى التقهقر. وأضاف أن الشرطة المتقهقرة أطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على الميدان وأن نشطاء التقطوا القنابل وردوها على القوات مما تسبب في اصابة عشرات منهم باختناق.
وقال الشاهد إن الاشتباكات كانت متلاحمة أحيانا وإنه رأى عددا من النشطاء والجنود يسقطون مصابين بإغماءات وسيارات إسعاف تنقلهم من المكان.
وكان نحو 2000 ناشط بدأوا الليلة قبل الماضية اعتصاما في الميدان بعد ساعات من انصراف متظاهرين قدر عددهم بعشرات الآلاف أغلبهم إسلاميون طالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في إبريل. واستهدفت المظاهرات أيضا الاحتجاج على مبادئ فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على ميزانية الجيش.
وقال نشطاء إن مئات من ضباط الشرطة وأفراد من الشرطة السرية والمرور والعمال وصلوا إلى الميدان نحو الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي وطلبوا من المعتصمين ترك الميدان، وإن العمال حاولوا إغراق وسط الميدان بالمياه لكن المعتصمين رفضوا إنهاء اعتصامهم. وأضاف النشطاء أن مركبات مدرعة للشرطة اقتحمت الميدان من مختلف الشوارع المؤدية إليه بعد نحو ساعة وحاصرت المعتصمين في وسطه ونزعت خيامهم وصادرت أغطيتهم وسط صراخ معتصمات وهتافات مناوئة للحكومة من المعتصمين.
وقالت الناشطة ندا القصاص وهي عضو الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) «تعاملوا معنا بوحشية. انهالوا علينا ضربا بالعصي والهراوات». وأضافت قائلة «رأيت اثنين أصيبا في الرأس ورأيت ثالثا مغمى عليه من شدة الضرب على ساقيه. رأيت سيارات إسعاف تنقل آخرين من الميدان». وقال الناشط كمال عزيز «نزعوا خيام معتصمين من مصابي ثورة 25 يناير وأسر شهداء أيضا وضربوا مصابا اسمه محمد وأخذوا عكازيه».
وقالت وزارة الداخلية في بيانها الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط «قوات الأمن التزمت خلال فض (إخلاء) ميدان التحرير من المعتصمين بأقصى درجات ضبط النفس إزاء محاولات بعض المتعصمين إثارتها والاعتداء عليها بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية والزجاجات الفارغة، مما أسفر عن إصابة سبعة من رجال الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج». وأضافت قائلة «تم إلقاء القبض على خمسة من مثيري الشغب ويجرى اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».
وقال نشطاء إن عدد المعتصمين وقت الاقتحام كان نحو 150، لانصراف معتصمين آخرين إلى أعمالهم أو لتناول طعام الإفطار، لكن بعد اتصالات هاتفية عاد أكثر من 1000 إلى الميدان.
وقال ناشط إن الشرطة انسحبت وسط هتافات نشطاء تقول «الداخلية بلطجية» و«الإرهاب أهو». وأضاف أن نشطاء طاردوا سيارة شرطة عسكرية بها ضباط جيش في شارع جانبي وهم يهتفون «يسقط المشير» في إشارة إلى المشير طنطاوي. وتابع أن الشرطة عادت مرة أخرى وقامت بتفريق النشطاء في الشوارع الجانبية، لكن النشطاء عادوا من جديد واستولوا على سيارة الشرطة في الميدان وحطموا زجاجها واستولوا على معدات بها قبل حرقها وكان من بينها أغلال ودروع.
وبحسب شهود عيان زاد عدد النشطاء في الميدان إلى نحو 3 آلاف بعد اشتباكات الكر والفر بين النشطاء والشرطة في الميدان قبل أن تسيطر الشرطة عليه.
ولدى تنظيم الاعتصام قال ناشط «مطالبنا إنهاء حكم المجلس العسكري وتحديد موعد لانتخابات الرئاسة وتسليم السلطة لحكومة مدنية في موعد أقصاه 30 ابريل.. نطالب أيضا بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين والإفراج عن النشطاء المعتقلين». وكان المعتصمون قد أغلقوا مداخل الميدان بالحواجز وأقاموا نحو عشر خيام في أماكن متفرقة من الميدان الذي كان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق