الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

حقيقة الوضع المؤلم في سوريا!


حقيقة الوضع المؤلم في سوريا!
كتب محمد الجدعي :
يؤلمني كثيراً، كما يؤلم اصحاب الضمائر الحية، ما يحدث لاخواننا في سوريا من بطش سافر، وعلى مر الاشهر الثمانية الماضية، وما شمله من ترويع للآمنين وقتل للمتظاهرين وتيتيم للرضع والاطفال والمساكين! وان، والله، في القلب لحرقة ولوعة وحزنا شديدا على ما آلت اليه الامور هناك.. وما يزيد اللوعة هو ذاك التخاذل الاسلامي والعربي والخليجي السابق منذ بدء الازمة السورية حتى يوم امس.. فأصبحوا كالشركاء في التخاذل والتردد في اتخاذ موقف واضح يوقف شلال الدم المنهمر في سوريا العروبة.
ان اكبر دليل على ذلك التخاذل هو ذاك التعنت الواضح والمستمر من قبل النظام السوري وازدياد بطشه واجرامه في حق شعبه، بلا وازع ولا رادع ولا احترام للمواثيق العربية والاسلامية، التي كان يستظل بظلها للاسف هذا النظام الجائر طيلة العقود الاربعة الماضية.. حتى تعدى في بطشه وطغيانه الانسان.. الى انهيار كامل للدولة، فاصبحت اغلب مدنه التي تعج بالشهداء وتئن من كثرة الجرحى والارامل والثكلى.. منهارة اقتصادياً واجتماعياً وامنياً بشكل لا يوصف ولا يوجد له شبيه او مقارنة مع اي دولة عربية اخرى!
والغريب في الامر ان خرجت علينا اصوات نشاز.. وشاذة عن صوت العقل والمنطق، لتنطق بما لا يقبله عاقل ومن لديه ضمير حي، ومنهم من صرح اخيراً بان الشأن السوري هو شأن داخلي خاص، وان اي دولة تحاول التدخل في الوضع السوري ستعرض نفسها وامنها لما لا تحمد عقباه، مع التأكيد المستمر بان النظام السوري هو المجني عليه لا الجاني! تصوروا ان يخرج هذا الكلام من السيد حسن نصرالله وهو «رمز للمقاومة» وصاحب الشعارات الرنانة في الدفاع عن الظلم والمظلومين، وقاهر جيوش الاسرائيليين ومبيدهم، وحامي حمى لبنان ووو! فيأتينا اليوم بالعجب العجاب بما لا لذ ولا طاب، ويغض الطرف عن استباحة دم السوريين واعراضهم واموالهم، من قبل من جيش جيوشه طيلة اربعين سنة، لا لضرب اسرائيل... بل لنحر شعبه من الوريد الى الوريد بكل جرأة ووقاحة وامام العالم اجمع!
ولكن حسناً فعلت جامعة الدول العربية (وقد كدنا نيأس من دورها لحل الازمة) بأن علقت عضوية النظام السوري الجائر ودعوة الدول العربية كافة لسحب سفرائها فوراً (وبشكل طوعي)، وهنا اشيد بذكاء وحنكة الشيخ حمد بن جاسم (كونه رئيساً للجلسة) وحسمه القرار بأغلبية 18 دولة، وطلب الجامعة من الجيش السوري الامتناع عن تنفيذ اوامر النظام ووقف قمع الشعب السوري وقتلهم واعتقالهم له! وهذا برأيي بداية لتدويل القضية والسماح ربما لمجلس الامن بفرض قرارات سريعة وحاسمة وربما تكون شبه عسكرية! وهو ما يؤكد بداية العد التنازلي لنهاية نظام بشار وحزبه الجائر.. سيئ الذكر من خارطة الحكم العربي!

محمد الجدعي
m.aljedei@gmail.com
@maljedei

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق