الأحد، 20 نوفمبر 2011

اعتقال سيف الإسلام القذافي في ليبيا


اعتقال سيف الإسلام القذافي في ليبيا

image
طرابلس - الوكالات: 

اعتقل ثوار سابقون في جنوب ليبيا سيف الاسلام القذافي آخر ابناء الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الفارين، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
واعلن وزير العدل وحقوق الانسان الليبي محمد العلاقي أمس السبت ان سيف الاسلام القذافي الذي كان يعتبر الوريث لوالده، «اعتقل في جنوب ليبيا» ومن دون تحديد تاريخ اعتقاله.
وفي مؤتمر صحفي في طرابلس قال قائد «عمليات الثوار في الزنتان» بشير الطيب ان رجاله «قبضوا على سيف الاسلام مع ثلاثة من مساعديه في منطقة اوباري». وأضاف أن سيف الاسلام «سينقل إلى الزنتان» موضحا ان المجلس الوطني الانتقالي هو الذي سيبت في تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وبثت قناة ليبيا الاحرار التي تمولها قطر صورة يظهر فيها سيف الاسلام قالت انها الاولى منذ اعتقاله، وهو كثيف اللحية متكئا على اريكة وقد غطت بطانية ساقيه وهو يلوح بيده اليمنى التي ضمدت ثلاثة من اصابعها. وافاد قادة عسكريون في المجلس الوطني الانتقالي ان سيف الاسلام قد جرح في قصف على قافلة عندما كان يغادر بني وليد خلال سقوط معقل قوات القذافي في منتصف اكتوبر.
ولم يكن سيف الاسلام (39 عاما) يشغل اي منصب رسمي لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الاخيرة إلى موفد للنظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب. لكنه منذ اندلاع الثورة في منتصف فبراير، دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من اجل انقاذ نظام والده.
واصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه في 27 يونيو مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما اتهمته بلعب «دور اساسي في تنفيذ الخطة» التي اعدها والده «لقمع» الانتفاضة الشعبية «بكل الوسائل».
وانتهى النزاع في 23 اكتوبر باعلان المجلس الوطني الانتقالي «التحرير الكامل» للبلاد بعد ثلاثة ايام من مقتل معمر القذافي اثر اعتقاله في سرت شرق ليبيا.
وتستهدف مذكرة التوقيف ايضا والده وكذلك صهره عبدالله السنوسي قائد الاستخبارات سابقا، وافادت مصادر في النيجر ومالي ان السنوسي لجأ إلى مالي نهاية اكتوبر. واعلن الطيب ان ليس لديه معلومات بشأن السنوسي لكن «مجلس الثوار» في طرابلس اوضح ان عبدالله ناكر المنحدر من منطقة الزنتان أكد استنادا إلى شهود ان السنوسي شوهد في منطقة القيرة في جنوب ليبيا.
وانطلقت أبواق السيارات في طرابلس ترحيبا باعتقال سيف الاسلام بعد ان ترددت في العاصمة الليبية صباح أمس السبت شائعات عن اعتقاله. وقد اختفى سيف الاسلام عن الانظار منذ ليل 22 إلى 23 اغسطس عندما خرج على الصحفيين الاجانب بعد ان قيل ان الثوار اعتقلوه، مؤكدا ان «كل شيء على ما يرام» في طرابلس وذلك قبل ساعات من سقوط باب العزيزية مقر القذافي في العاصمة.
وفي التاسع من نوفمبر أكد مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو ان اعتقاله «مسألة وقت» وقال مرارا انه اجرى «اتصالات» مع سيف الاسلام عبر وسطاء بهدف استسلامه.
ودعت منظمة العفو الدولية المجلس الوطني الانتقالي إلى تسليم سيف الاسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية «كي يحاكم على جرائمه المفترضة في محاكمة عادلة» واضافت المنظمة في بيان «بعد ما جرى لمعمر القذافي والمعتصم القذافي (اللذين قتلا بعد القبض عليهما) يجب ان يتحمل المجلس الوطني الانتقالي مسؤولياته ويمنع ان يلقى سيف الاسلام نفس المصير».
وكان سيف الاسلام آخر ابناء معمر القذافي الفارين في ليبيا، حيث إن ثلاثة من اخوته قتلوا خلال النزاع وهم سيف العرب في قصف حلف شمال الاطلسي في إبريل وخميس في معارك بعد سقوط طرابلس نهاية اغسطس والمعتصم بعد اعتقاله في سرت في العشرين من اكتوبر. ولجأ بقية ابناء القذافي إلى بلدين مجاورين، محمد وهانيبال وعائشة مع ارملته صفية إلى الجزائر والسعدي إلى النيجر.
وجاء في بيان صدر عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون «يجب على السلطات الليبية ان تضمن محاكمة سيف الاسلام بما يتفق مع مبادئ المحاكمة العادلة وبالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية».
دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الزعماء الليبيين إلى ضمان محاكمة سيف الاسلام القذافي «طبقا للمعايير الدولية». وقال كاميرون في بيان «ابلغتنا الحكومة الليبية مجددا اليوم انه سيستفيد من محاكمة طبقا للمعايير الدولية، وهو الامر الضروري حدوثه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق