السبت، 19 نوفمبر 2011

كشكول رسائل ومشاركات القراء


كشكول رسائل ومشاركات القراء

فقدت حلماً جميلاً

لا أعرف من أيقظ كل هذه الذكريات الآن، بعد ان كانت قد دهمتها أحداث وذكريات أخرى كثيرة، أتذكرها الآن وكأني أراها تتجسد أمامي، سور عال رمادي اللون يحيط بذلك المبنى ذي الثلاثة أدوار عليه لافتة صغيرة بها بعض الكلمات التي تسير إلى هوية المكان، بمجرد اجتياز البوابة الصغيرة التي كساها شيء من الصدأ تجد في مواجهتك حديقة صغيرة بها بعض الأزهار والأشجار المثمرة، بالقرب منها كان يوجد فناء واسع وقفنا فيه صباحاً لأداء تمارين رياضية وللاستماع إلى الإذاعة المدرسية... حقائبنا المدرسية راحت تتكوَّم في الفسحة عند أطراف الفناء إلى كومتين أقف بينهما كي أحرس المرمى.
مدرس اللغة العربية ذو الهيبة المهيبة والخط الجميل يحمل دائما عصاه... عصاه التي كانت ذات يوم غصناً غضاً في إحدى أشجار الحديقة، ربما وحدها ـ تلك العصا ـ تعلم الرغبة الدفينة في ألا يكون في الفصل من لم يفهم الدرس أو لم يؤد الواجب المدرسي، كان يعلمنا اللغة العربية والتربية الدينية والخط العربي وكان خطه على السبورة يكاد يكون هو نفسه المطبوع في كراسة الخط المطبوعة، ثمة ذكريات في حياتنا كانت مجرد لحظات عابرة بالنسبة لنا، لكنها كانت تشكل جزءاً مهماً في حياة آخرين عند أداء رسالتهم في الحياة.
عاماً بعد آخر كانت تتساقط من سور المدرسة لبنة هنا ولبنة هناك... وذات صيف بعد عدة سنوات شاء القدر أن أسير من أمام المدرسة والتي تعرفت عليها بصعوبة شديدة، يحيط بالمكان سور عال أصفر اللون به بوابة سوداء عالية كبوابات السجون، خلفهما يوجد مبنى ضخم متعدد الطوابق والنوافذ والأبواب، عليه لافتة ضخمة تشوهها كلمات كثيرة. اختفت الحديقة بعد أن ذبلت أزهارها واجتثت أشجارها... تقلص الفناء حتى كاد أن يصبح كممر ضيق بالمدرسة... تبدو كل هذه الذكريات كأنها حلم جميل عشته في الماضي مع رفقاء الصبا، لكنني للأسف فقدته عندما تقلص الفناء وذبلت الأزهار وارتفعت الأسوار... ورحل صاحب الخط الجميل مفارقاً الحياة.
أحمد مصطفى الغر

الفكر الحي...


هي كلمات، كتبتها منذ مدة ليست بقصيرة، تعبر في معانيها عن حالة أو قل ظاهرة صارت تتوغل في التقسيمات بين فواصل الوطنية والطائفية. كلمات لم تنبثق من وحي شعري، بقدر ما هي محاولة مقاربة لتوصيف الوضع السائد.
لم تكن هي المرة الأولى...
التي أصادف فيها الإقناع بالإقناع
والحجة بالمثل
ولن تكون الأخيرة
***
فنحن الذين تكون المبادئ منهاجاً نسلكه
والأصول طريقاً ننتهجه
لا تفرقنا مذهبية ولا طائفية
لا تفصلنا في ذلك رؤىً متطرفة
ولا أفكاراً متعجرفة
تستظل الطريق فتضُلـّه
حتى تكاد توصف بالتبعية
الإمعية... أو حتى التسلقية
***
إنا إذاً لموجودون
ننشر الفكر الحي
حتى ليسأل البعض
وهل للفكر قدرة الحراك؟
***
نعم يتغير... نعم يغمر بالمتغيرات
مادام في الفكر ثقافة
وما دامت الثقافة لإنسان
فأين الغرابة في كل ذلك؟
***
يتلونون... يتشكلون
ونبقى...
وتبقى جذورنا واحدة
وثوابتنا هي هي لا تتغير
***
ننعمُ برؤية... فرويّـة
فقضية
ولنا في ذاك عبرة
ولنا في تيك دروس
***
فليس في قاموس كلماتنا
أو حتى أحرفنا
ولا حتى ما نتذوق
أي اسم للطائفية
***
عقدتنا... أنـّا لا نعرف
ولا نعي... أن أمورنا
مجرد أمر
معاضلنا.. مجرد مشكلة
وآهاتنا..
ما هي إلا عدم قدرة على التفكير بالإيجاب
***
إذاً... فلنكن تلك الأمة التي تفكر بالإيجاب
تحارب الظلم
تدعو للعدالة وللحريات... والحقوق
وتعيش المواطنة
صادق أحمد

مُتأسِّفَةٌ أنَا


تحدثت علنًا فيا أسفي مما جرى
جرحت قلبها وليته فيَّ وليس بها
فضاقت بي الأرجاء وتلاطمت سفن الدُجى
كيف لك يا قلبي ترضى بأن تجرحها؟
ألم تمت بك آلام الخوف على آلامها؟!
ومالك أنت يا دمعتي تذرفين على الخد كلما
ذكرت كلامًا من صراخ الحروف متحدثا
وتلومين النفس حينما تراءت بالذكر متأسفا
أوليس اليوم راح ولن يعود أبدًا...!
كلما أعلن النعاس على العين متجردًا...
تاهت صورها بين زواياها متألقا
وتبكيني مرة أخرى، على جدار الأسفِ!
أصحوا أنام وأرى الجفن ساهِرًا...
أبعد أذهب وأعود والألم يلوح لِي مسترجِلاً...
أبكي أحزن واللِسانُ لن يبُوحَ وسيبقَى متعجرفًا...
سأعلن يومهَا أنني كم فشِلتُ في إسعَادِها..
في فَرحِها في انتشال الألم مِن قلبهَا
أحببتها، وستبقَى هِيَ التي ليسَت هنَاك أحد كَمِثلها!
لؤلُؤتي الأولى، جوهَرَتِي... وما أجمل تعَابير لُغَتِها!
إسراء سيف

الكراهية صفة نهانا عنها الرسول الأكرم


كيف أبدأ الكلام وأرى بلادي تتمزق وتنزلق إلى الهاوية يوماً بعد يوم، وما الذي جرى وجعل اخوان الأمس أعداء اليوم بين ليلة وضحاها، ومن أجل ماذا ومن المستفيد؟ فأصبح التخويف والتسقيط هو اللغة السائدة... ماذا أصاب هذا الشعب الذي أصبح موتوراً لهذه الدرجة وأصبحت ثقافة الحقد والكراهية كلقمة الخبز، إنها مأساة ما بعدها مأساة من الذي يجري، أنا أصبح وأمسي وأنا مهوش ومرعوب وغير مصدق للذي يجري في البلاد، وأنا أشاهد كل هذا الحقد والكراهية والبغضاء بين أفراد هذا الشعب الطيب ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل من رجال دين ومثقفين لا يخشون الله ولا يتفقهونه عندما يسمون ويشحنون الناس بهذا الحقد الطائفي ويحسبون أنهم يحسنون صنعا وكل ذلك من أجل ماذا من أجل دنيا فانية أو من أجل مال أو منصب او جاه حتى لو طالت ارزاق الناس، أولا يعلمون أنهم سيلاقون الله غداً وهو سائلهم ومحاسبهم على ذلك، والله إنني لأستحي من الله ومن رسوله أن أربِّي أبنائي على ثقافة الكراهية والحقد على الناس ولو أعطيت مال الدنيا، وبأي وجه سأقابل ربي غداً وقد تسببت ببث الكراهية، فما هذا الذي علمني إياه سيدي ومولاي رسول الله (ص)، لقد علمني حب الناس ونشر ثقافة المحبة بين العباد وعدم كراهية أي أحد من منهم.
سيدرضي سلمان الحلاي

سعود سالمين بين رحمة الخالق


عندما بلغنا خبر فراقك عن الدنيا ورحيلك عنها أيها الصديق الوفي (سعود سالمين) أصبحت العين تدمع والقلب يتذكر في لحظة حزن ويقول للعين وفّري دمعتك إن الفقيد العزيز لن يرجع بعد اليوم ولن ترجع تلك الابتسامة الصادقة، ولكن أكرر قولي مرة أُخرى وأُخرى أن الدموع لن تنفع، فاحتبس صوتي عن الكلام لفترة ليست‌ بقصيرة وكلما أسكب تلك الدموع أتذكر مشاعرك النبيلة، لقد كنت ذلك الرجل المتوهج في محبته للجميع.
إن رحيلك يا سعود سيترك أثراً كبيراً وفراغاً في هذه الدار (دار الرفاع لرعاية الوالدين) التي تعّود منتسبوها لقاءك يومياً وإن المساجد التي كنت تصلي فيها معنا سوف لا تنساك، لقد عشنا هذه الفترة البسيطة معك دائرة من الصداقة والإخلاص، لم يستطع أحد أن يقطع أطرافها لأنها موجودة وستظل ذكرى في كل قلب يحبك.
ستبقى ذكراك أيها الصديق الحبيب كلما اجتمعنا في هذه الدار التي مازالت تنتظر رجوعك إليها وهي تنادي وتقول بأن فراقك صعب وان الجميع من المنتسبين وإدارتها يعتبرون هذا الفراق هو خسارة كبيره لرجل مثلك... يرحمك الله يا أبا هشام... يرحمك الله يا أبا هشام.
بالنيابة عن منتسبي دار الرفاع لرعاية الوالدين

وطنيَّات


إلى البحرين وَدِّيْني يا مايهْ
لِحُوْرْ اِلعِيْنْ هُمْ غايَةْ مُنايِهْ
أَنا شافِقْ عَلَى شُوْفَةْ بِلادِي
تَرِّسْ يا شِراعْ عَلِّى بي يا مايِهْ
***
إِذا سافَرْتْ وُرِحْتْ إِبْعِيْدْ عَنْههْ
يِحِنْ قَلْبِي وُتَوْنِي ياي مِنْهـهْ
وِاذا طالْ اِلْسَفَرْ زادْ اشْتِياقِي
تِمَنِيْتْ اِلْعُمُرْ آقْضِيْهْ يَمْهِهْ
***
بِلادِي عِزْوِتِي وَاْحْبابِي فِيْههْ
حَياتِي وُدِنْيِتِي عُمْرِي عَلِيْههْ
آفَضّلْهَهْ عَلَى كِلْ اِلْبَلادِيْــنْ
إِهِي أَرْضِي إِهِي دارِي وَابِيْههْ
***
بِلادْ اِلخِيْرْ وِالْحُبْ وِالمُـوَدّهْ
جَزِيْـرَهْ فَضْلهَهْ ما أقْدَرْ آعِدِّهْ
هِيَ البَحرِيْنْ تَعْجِبْ كِلْ زايِــرْ
وُهِي نَسْمَةْ عِطِرْ مِنْ كِلْ وَرْدِهْ
***
بـلادي أفدي اترابك بروحي
وارواح الشعب ماني بروحي
ونرفع رايتك حــره وأبيه
الى أمـن وسلام الله روحي
***
بِلادِي ما جِفَتْ مَـرَّهْ عَلِيْنِهْ
وَلا شِفْنِهْ قَهَـرْ مِنْهَا وُمَهِيْنهْ
إِذا الأعْداءْ بِتْشَوِّهْ بِــلادِي
أَبِيْعْ اِلرُوْحْ وَأهْدِيْهَا اِلسَكِيْنهْ
***
ترابْ بْلادِي في الغُرْبَهْ هَدِيّـهْ
آشِـمْ فـي لَثْمِتِـهْ لِمْحَرِّقِيِّـهْ
مِنْ الاحْبابْ فاحَتْ مِسْكْ وُعَنْبَرْ
وُمِنْ اِلخِلانْ وَرْدِهْ مْحَمّدِيِّـهْ
***
ترابْ اِلـدارْ لِلأحْرارْ جَنّـهْ
أَمانِـهْ نَحْفُظَهْ وُنْــذُوْدْ عَنهْ
تِهُوْنْ اِلرُوْحْ بَسْ اِلارضْ تِبْكَهْ
وُصُوتْ اِلحَقْ يِعْلَى في وَطَنّهْ
***
ترابْ اِلأرْضْ في دَمِّي وَآحِسْ بِهْ
في تَكْوِيْنِي صُبَحْ نِسْبِهْ بِنِسْبِــهْ
أُهُوْ الوِجْدانْ وِالاحْساسْ فِيْنِــي
وَانا مِنِّـهْ وُهُوْ مِنِّــي آحَسْبِـهْ
***
تنسنس يا هـوا شعـري غناوي
وسمعنـي وسمـع كــل غاوي
على ديـرة هلـي أرقص وأغني
غناوي الشوق من يوف الهواوي
***
جَوْاهِرْ فِي البَحَرْ يا حالَةْ إِنْعِيْمْ
وُحالَـة لِسْلِطَهْ كَمْرَهْ بَلا غِيْمْ
مَحامِلْ للسِّفرْ وُالْغُوْصْ فِيْهُمْ
وُطَبْعْ أَيْـوادْ عاداتْ وُمَراسِيْمْ
***
جَزيرَه وِالسِمهْ والأرض والماي
أَنا غَواصْ وُهي شْراعي وُبلْماي
أَبارِيْهُمْ عَـنْ هْبُوْبْ اِلعَواصِـفْ
وُخاطِفْ شُرْعُهُمْ وِالرِيْحْ وَلْماي
خليفه العيسى


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3360 - السبت 19 نوفمبر 2011م الموافق 23 ذي الحجة 1432هـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق