السبت، 19 نوفمبر 2011

«الداخلية» تحيل «وفاة بداح» إلى «النيابة» للتحقيق


«الداخلية» تحيل «وفاة بداح» إلى «النيابة» للتحقيق

القضيبية، سترة - أماني المسقطي، صادق الحلواجي
تشييع علي بداح في سترة أمس، وفي الإطار المؤتمر
الصحافي لوزارة الداخلية / تصوير : عيسى إبراهيم 
أعلنت الشئون القانونية بوزارة الداخلية إحالة حادث وفاة علي يوسف بداح (16 عاماً) الذي صدمته سيارة أمن في منطقة الجفير في وقت مبكر من فجر أمس السبت (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011)، إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق فيه.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد طارق الحسن خلال مؤتمر صحافي أمس أن وفاة علي كانت بسبب الإصابات الهرسية بمعظم أجزاء جسمه، بما صاحبها من كسور بعظام الأطراف والصدر والعمود الفقري، ولم تحصل «الوسط» على تعليق من المتحدث باسم وزارة الداخلية بشأن ما إذا كانت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق اطلعت على حيثيات حادثي الجفير، والديه والذي أصيبت فيه فتاة بحرينية في رأسها بقطعة حديد (سيخ).
من جانبها، اختلف موقف عائلة المتوفى عما صرحت به وزارة الداخلية، فقد قال قاسم بداح (عمّ الطفل) إن «ما صرحت به وزارة الداخلية مخالف للحقيقة، لأن الحادث كان متعمداً وفقاً لشهود عيان، وجسد المتوفى خير دليل على الإصرار والترصد».
وووري جثمان الطفل المتوفى الثرى بعد تشييع شهد حضوراً لافتاً في مقبرة واديان بسترة عصر أمس.

الحسن: فيديو حمل رجال الأمن لأسياخ حديد غير حديث

«الداخلية»: الإصابات الهرسية بمعظم جسم علي أدت لوفاته بالجفير

القضيبية، سترة - أماني المسقطي، صادق الحلواجي
ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد طارق الحسن أن وفاة الطفل علي يوسف بداح (16 عاماً) الذي صدمته سيارة أمن في منطقة الجفير في وقت مبكر من فجر أمس السبت (19 نوفمبر / تشرين الثاني 2011)، كانت بسبب الإصابات الهرسية بمعظم أجزاء جسمه، بما صاحبها من كسور بعظام الأطراف والصدر والعمود الفقري، وأعلنت الشئون القانونية بوزارة الداخلية إحالة حادث وفاة علي إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق فيه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الداخلية يوم أمس (السبت) في نادي الضباط، للكشف عن تفاصيل الحادثين اللذين وقعا في منطقتي الجفير والديه خلال اليومين الماضيين، بسبب الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقتان.
وفيما يتعلق بحادث الجفير؛ أوضح الحسن أن الحادث وقع في الساعة 12:45 من فجر أمس، بعد تجمع عدد من الأشخاص بمنطقة الجفير الذين قاموا بإغلاق الطريق بالحواجز والحاويات وسكب الزيت على الطريق، وكانوا يقومون بأعمال شغب وتخريب على شارع الشباب بمنطقة الجفير، وبحوزتهم أسياخ حديد وزجاجات حارقة (مولوتوف)، على حد تعبيره.
وقال: «كانت هناك دورية شرطة على الواجب متوقفة في المنطقة، وفوجئ أفرادها بعدد من الأشخاص تجمعوا خلفها وآخرون أمامها، ونظراً إلى كثرة عددهم تعذر على الدورية التعامل معهم، فقام سائق المركبة بمحاولة التحرك من المنطقة لكنه فوجئ بعدد آخر من المتجمهرين على الشارع نفسه، يحيطون بالدورية لمنع تحركها».
وأضاف قائلاً: «عندما شرع السائق في مواصلة سيره؛ قام المتجمهرون بإلقاء الحجارة والأسياخ الحديد على الدورية، وبسبب وجود زيت محركات على الشارع كان سكبه (المخربون)، فَقَدَ السائق السيطرة على السيارة، فأخذت تنزلق يميناً ويساراً، وأثناء ذلك اندفع عدد من المتجمهرين وتسلقوا مقدمة السيارة، وقام أحدهم بضرب الحاجز الأمامي للسيارة بسيخ حديد».
ومضى في قوله: «نتيجة هذه الأفعال، وفقدان السيطرة على السيارة، اصطدمت سيارة الشرطة بجدار خرساني لأحد المنازل بمكان الواقعة، وانحشر أحد المتجمهرين بين المركبة والجدار ونتج عن ذلك إصابته التي أدت إلى وفاته، وعلى الفور تم استدعاء سيارة إسعاف مجمع السلمانية الطبي، وبعد الكشف عليه اتضح أنه فارق الحياة وبعد استكمال الإجراءات القانونية تم نقل الجثة إلى مستشفى السلمانية بواسطة سيارة نقل الموتى، كما تم إخطار النيابة العامة بالواقعة التي تولت التحقيق».
وأكد الحسن أنه لم يرد بتقرير الطبيب الشرعي حدوث دهس متكرر للمتوفى على خلاف ما ادعاه البعض على عدد من القنوات الفضائية، منوهاً في الوقت نفسه بإصابة أحد أفراد الشرطة نتيجة تعدي المتجمهرين عليه، وتم على إثر ذلك نقله إلى المستشفى، كما وقعت تلفيات بسيارة الشرطة، وفقاً له.
إلى ذلك؛ أكد مدير إدارة الثقافة المرورية في الإدارة العامة للمرور المقدم موسى الدوسري أن الإدارة العامة للمرور تلقت بلاغاً بوقوع حادث مروري على شارع الشباب بمنطقة الجفير، وعلى الفور انتقلت إلى موقع الحادث دورية أمن للمعاينة.
وقال: «تبين أن دورية الأمن التي تسببت في الحادث، كانت محاطة أثناء سيرها بعدد من المتجمهرين في المنطقة من أمام وخلف المركبة ويمينها ويسارها، وحاول سائق الدورية تدارك ذلك، ولوجود كمية كبيرة من الزيت امتدت على مسافة مئة متر، أدى ذلك إلى فقدان السائق السيطرة على المركبة التي بدأت تتلاعب يميناً ويساراً لمسافة 45 متراً، وقام بعدها المتجمهرون بتسلق المركبة وأدى ذلك إلى ضعف الرؤية لدى السائق، ونتيجة ضعف الإنارة الموجودة في المنطقة وقع الحادث وأدى إلى انحشار المتوفى بين مقدمة المركبة وجدار أحد المنازل.
أما فيما يتعلق بحادث الديه؛ فأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه في الساعة 4:50 دقيقة من مساء يوم الجمعة الماضي، قام نحو 50 شخصاً من الخارجين على القانون، على حد وصفه، بقذف قوات حفظ النظام في المنطقة بالأسياخ الحديد والحجارة، وقال: «صادف مرور المواطنة زهرة صالح محمد (27 عاماً) كانت عائدة من عملها بالقرب من المنطقة، إذ لم تتمكن السيارة التابعة إلى المؤسسة التي تعمل بها من الوصول إلى المنطقة بسبب غلق الشوارع والأحداث الواقعة فيها، ما اضطرها إلى النزول والسير باتجاه منزلها، وكانت هناك مجموعات من (مثيري الشغب والتخريب) تقوم باستفزاز رجال الأمن والاعتداء على الدوريات، ما أدى إلى إصابتها بسيخ حديد في مقدمة الرأس، قذفه أحد (المخربين) المشاركين في أعمال الشغب، وعلى الفور تم استدعاء سيارة الإسعاف من قبل قوات الأمن العام في الموقع، إذ تم نقل المصابة إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج اللازم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق».
ومضى الحسن قائلاً: «إن ما جرى هو نتاج الممارسات غير القانونية التي يأتي في مقدمتها سكب الزيت في الشوارع وأعمال الشغب والتخريب»، منوهاً إلى أن وزارة الداخلية، سبق أن حذرت، وفي أكثر من مناسبة وعبر جميع وسائل الإعلام، من خطورة هذه الأعمال التخريبية، سواء سكب الزيت في الشوارع أو حرق الإطارات أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة، لأن كل هذه الأعمال، تشكل خطراً جسيماً على كل أفراد المجتمع، وفقاً للحسن.
وأهاب المتحدث باسم وزارة الداخلية بأولياء الأمور والجمعيات السياسية وجميع المعنيين بمؤسسات المجتمع المدني القيام بدورهم في حماية الأبناء من خطورة هذه الأعمال غير المسئولة والتي كانت نتيجتها إصابة مواطنة بسيخ حديد بإصابات بليغة ووفاة مواطن آخر.
وفي رده على سؤال لـ «الوسط» بشأن الفيديو المتداول عبر وسائل الإعلام الإلكتروني والذي يظهر فيه رجال أمن يحملون أسياخ حديد أثناء وجودهم في منطقة تشهد مواجهات أمنية؛ قال الحسن: «هذا الفيديو كان معروضاً على شبكة الانترنت منذ زمن، وهو ليس حديثاً وتم اتخاذ الإجراءات فيه».
فيما نفى الحسن ورود أية تقارير للوزارة بشأن وجود إصابات أخرى ناتجة عن حادث الجفير، ولم تحصل «الوسط» على تعليق من المتحدث باسم وزارة الداخلية بشأن ما إذا كانت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق اطلعت على حيثيات الحادثين.

عائلة بداح: حادث الوفاة متعمد

من جانبها، اختلف موقف عائلة المتوفى عما صرحت به وزارة الداخلية، فقد قال قاسم بداح (عم الطفل) إن «ما صرحت به وزارة الداخلية مخالف للحقيقة، لأن الحادث كان متعمداً وفقاً لشهود عيان، وجسد المتوفى خير دليل على الإصرار والترصد».
وأضاف بداح أن «خبر وفاة علي بلغنا عند حوالي الساعة الثانية من فجر يوم أمس من منطقة الجفير، حيث يقطن الطفل مع والديه في شقة للإيجار بمنطقة الغريفة، بيد أنهما من أهالي منطقة سترة أساساً»، مبيناً أن «السلطات الأمنية لم تسمح لوالد وأقرباء الطفل بالدخول لمنطقة الجفير ومعاينة موقع الحادث، حيث أبلغنا بمراجعة المشرحة بمجمع السلمانية الطبي، والتي لم تصلها أي معلومات حين وصولنا إليها».
وتابع عم المتوفى أن «جثة المتوفى وصلت إلى المشرحة عند حوالي الساعة الثانية والنصف فجراً في كيس أسود، وبدت مهشمة ومتناثرة بفعل الحادث. ولم يسمح لنا التصوير أو الاطلاع على الجثة لمعاينة التفاصيل. ثم انتظرنا إلى بعد صلاة الفجر، حيث لم تبدأ الإجراءات حينها لعدم وصول الطبيب الشرعي بعد، ثم انتقلنا مع رئيس لجنة التحري بمجمعية الوفاق ميرزا القطري إلى موقع الحادث نفسه في الجفير صباحاً، وكان مجموعة من الشباب متجمعين في المكان الذي توفي فيه الطفل علي».
وأفاد بداح أن «رواية الحادث ووفاة الطفل استقيناها من مجموعة شبان كانوا موجودين خلال حدوث المواجهات مع قوات مكافحة الشغب، الذين ذكروا أن الحادث كان بالقرب من صالة الجفير الرياضية، حيث باغتت إحدى سيارات الأمن المسرعة مجموعة من الشباب بصورة مفاجئة وهي مطفأة أنوارها الأمامية وصعدت الرصيف، وخلال ثوان معدودة اصطدمت بأربعة شباب بينهم المتوفى لم يتمكنوا من الهروب، بيد أن الثلاثة الآخرين استطاعوا الهروب بعد تعرضهم لكسور وجروح بليغة في أماكن مختلفة من أجسامهم».
وفي تفاصيل عن ملابسات وفاة الطفل؛ بيَّن عمه أن «الشهود العيان أوضحوا أن سيارة الأمن صدمته وأبعدته لمسافة 12 متراً تقريباً كانت نهايتها جدار وبوابة كراج إحدى المنازل، وذلك وفقًا لمعاينة موقع الحادث الذي تظهر فيه جليّاً آثار مكابح الإطارات عن مكان سقوطه». منوهاً إلى أن «الطفل المتوفى اصطدم بالجدار وسقط أرضاً، وآثار الدماء والأشلاء بقيت متناثرة على الجدار وحوالي مكان سقوطه حتى اليوم التالي».
ولفت بداح إلى أن الشهود العيان أفادوا بأن «سيارة الأمن عمدت إلى صدم ودهس الطفل عدة مرات بعد اصطدامها به في المرة الأولى، وأن أحد رجال الأمن أصيب بنوبة دفعته إلى الخروج من السيارة والركض بعيداً من هول المنظر».
ونوه عم المتوفى إلى أن «ما أفصحت به وزارة الداخلية بشأن قيام مجموعة بسكب الزيوت في الشارع هو أمر عار عن الصحة، فالمنطقة لا توجد فيها أي آثار للزيوت المزعومة، وإلا كان من المستحيل أن تظهر رسوم مكابح الإطارات على الأرض بموقع الحادث أو حتى توقفها دون الاصطدام بالجدار»، مضيفاً أن «الحادث لم يكن على الشارع العام بل في شارع داخلي، وخصوصاً أن السيارة صعدت الرصيف حين باغتت الشبان».
وخلص بداح إلى أن «قوات الأمن أطلقت كميات كبيرة من غازات مسيلات الدموع في المنطقة فور وقوع الحادث من أجل إبعاد المتظاهرين وأي أفراد ينوون التصوير أو توثيق الحادثة. مشيراً إلى أن الشرطة هي من نقلت المتوفى إلى المشرحة مباشرة».
وووري جثمان الطفل المتوفى الثرى بعد تشييع شهد حضوراً لافتاً في مقبرة واديان بسترة عصر أمس


صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3361 - الأحد 20 نوفمبر 2011م الموافق 24 ذي الحجة 1432هـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق